تثريب
المؤلف: سلطان الموسى
دار النشر: مركز
الأدب العربي للنشر و التوزيع
يعد كتاب تثريب الجزء
الثاني لكتاب أقوم قيلاً ،فقد أكمل ما بدأه في كتاب أقوم قيلاً، و تحدث عن موضوعات
جديده ،لكنه تعمق في النقاش و فصل في الأدلة، و أثار تساؤلات أكثر مما أثاره
الكتاب السابق، بدأت المقدمة بطرح آراء القراء حول الكتاب (أقوم قيلاً) ما بين
معجب و مشجع، وناقد و معاتب، و أبرز ما ذكره من الانتقادات التي وجهت له هو أسلوب
البساطة في طرح الموضوعات، و أنها لا تناسب فئة المثقفين.
نلاحظ أن الكاتب بدأ
أولى موضوعاته في مقدمة الكتاب، فالرسالة التي وصلته عبر البريد الالكتروني من أحد
مؤمنيّ نظرية دارون، وغضبه من انتقاد الكاتب عليها، جعلت من موضوع خلق الإنسان
ووجود إله لهذا الكون أولى موضوعات الكتاب.
و تتابعت الموضوعات
على نسق ما بدأ به، فالفصل الأول (ملك الناس) تحدث عن الله عز وجل ، و التساؤلات
التي تثير في نفس أي إنسان عن من خلقنا، و الصفات الألوهية لله عز وجل، و علم الله
بالغيب، و الجمع بين رحمته و عقابه، و سبب خلقنا نحن البشر، وهو سبحانه غني لا
يحتاجنا ، وكل هذه الموضوعات التي تزيد من قوة إيماننا به عز وجل، و مساعدة القارئ
على كيفية المناقشة أمام الملحدين، و إيجاد الإجابة على الأسئلة التي تدور حول خلق
الله و تدبيره للكون.
الفصل الثاني خصصه
بأنبياء الشرق، اهتم هذا الفصل بذكر آثار الأنبياء، و نقل صوراً من الآثار التي
تحكي الأحداث التي حدثت بين الأنبياء و أقوامهم، كالصخور المنحوتة و القبور التي
اكتشفت و استدلوا بأنها قبور أنبياء، و المدن المهجورة التي تظهر عليها آثار
الهلاك و العذاب، و تضمن الفصل الرد على الشبهات التي أثيرت على الأنبياء مثل أن
الرسول صلى الله عليه وسلم نشر الإسلام بحد السيف، و اتهام النبي سليمان عليه
السلام بأنه سلب الملك من أخيه أدونيا، و غيرها من الشبهات التي وردت في كتب
الديانات السماوية و الوثنية.
و خصص الفصل الثالث بالرد على من يزعم أن
الإسلام يفرق بين الرجل و المرأة، فقد بعث الله نبياً و لم يبعث نبيه، و أن القرآن
لم يذكر أسماء النساء بل ذكر أوصافهن سوى مريم بنت عمران، و الدعاوي التي أثارت
حول خلق الله لحواء بأنها خلقت من ضلع أعوج، و الرد على الفهم الخاطئ الذي يقلل من
خلق المرأة، و أنها عوجاء في تفكيرها و تصرفاتها بسبب أنها خلقت من ضلع أعوج، فعد
هذ الفصل سلاح دفاع عن المرأة و كل ما يثار عنها.
و يعد الفصل الرابع
بمثابة مرجع تاريخي عن الديانة النصرانية، ذكر بداية التثليث و اتخاذ الصليب رمزاً
لهم، و كيف دُمجت الديانة الوثنية بها، و الثورات الدينية التي ثارت ضد عقيدة
التثليث و دعت للرجوع إلى الدين الصحيح، و ما حدث لأنصار هذه الثورات من تعذيب و
قتل.
تحدث الفصل الخامس عن
أرض الميعاد ، وذكر سبب تخصيص اليهود أرض فلسطين أن تكون هي الأرض التي وعدهم
النبي إبراهيم عليه السلام بالبقاء فيها ، و ذلك بناءً على ما ذكر في سفر التكوين
الإصحاح، و تتبع تواريخ الحداث لكشف مناقضاه و تحريف كتب اليهود ، وتكذيب ادعائهم
بأحقية الإقامة في فلسطين و لا يحق لغيرهم العيش فيها.
الفصل الأخير تحدث عن
عالم الجن و السحر، و قد يعارض القارئ ما جاء في الكتاب من حقائق تختلف عما يعرفه
و عهده عن عالم الجن و السحر، حيث أن الكاتب أذكر تلبيس الجن بالإنسان و الحديث
بلسانه، و أذكر وجود السحر الذي يمرض الإنسان و يجعله يتخيل أموراً لم تحدث، ووصل
إلى هذه الحقائق بناءً على تتبع الأدلة و تفسيرها بالمنطق، و البحث في عالم النفس
، و عموم القول فإن اختلف رأي القارئ عن رأي الكاتب ، فالكاتب مجتهد يتحرى الصواب،
و ما توصل إليه يحتمل الصواب و الخطأ.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق